top of page
  • صورة الكاتبمستشار أول الطب الشرعي الدكتور هاني جهشان

عواقب تهديد وترهيب الأطفال

بعض الإباء والامهات يقومون بترهيب وتهديد أبنائهم لاعتقادهم انها الطريقة الجيدة لتربية الطفل وتنشئته ليكون قوي الشخصية معتمدا على نفسه، الا هذا الأسلوب يأتي بنتائج عكسية ويجعل الأطفال يتصرفون بشكل سلبي، فالواقع ان لجوء الاب او الام لتهديد الطفل بهدف تعديل سلوك ما، او لحث الطفل على القيام بفعل محدد هو مؤشر على الإخفاق برعاية وتربية الطفل، وتصدر هذه التهديدات عن اب او ام في حالة غضب وهذا ابعد ما يكون عن التربية والتنشئة السليمة.

عواقب تهديد وترهيب الأطفال
عواقب تهديد وترهيب الأطفال

محتوى تهديد وترهيب الأطفال:

في الاغلب تحتوي على وعيد بارتكاب العنف نحو الطفل او حرمانه مما يحب من العاب او نشاطات او حلويات او التهديد بإهماله او حبسه او التوقف عن الكلام والتواصل معه، وحسب مرحلة نمو الطفل المبكرة قد يكون التهديد عبارة عن استخدام عبارات سخيفة غير منطقية كالتهديد بالسحرة او الوحوش او المجرمين او التهديد بشخصيات مرعبة تتفاوت من مجتمع محلي الى آخر.

امثلة واقعية عن التهديد والترهيب الذي قد يستخدمه الآباء عند التعامل مع أبنائهم، من مثل: إذا لم تقم بما اطلب منك فسأحضر لك الشرطة، او سأطلب من الطبيب ان يغزك بإبرة، او ان السحرة سيقبضون عليك، إذا رفضت القيام بذلك فل اتحدث معك أو لن تحصل على مصروف أو لن تحصل على حلوى او شوكولاتة، لن اسمح لك باستخدام الخلوي او الحاسوب، سأسلمك للغرباء ان لم تأكل هذا الطعام، او لن اسمح لك الدخول للمنزل، او سأحبسك في غرفة الفئران... الخ. هذا التعابير متوارثة عادة في المجتمع المحلي، وان تفاوتت هذه العبارة الا ان عواقبها المدمرة على الطفل متشابهة.


عواقب تهديد وترهيب الأطفال:

1) التهديد له مفعول مؤقت على تغير السلوك السلبي للطفل، إلا انه عاجلا او اجلا سيصل الطفل الى مرحلة تفضي التهديدات هذه لهدم العلاقة الطبيعية ما بين الطفل والوالد الذي يقوم بتهديده، ومن المعروف بالمراجع المسندة ان علاقة تعلق الطفل بوالديه هي الأساس في النمو والتطور الطبيعي للطفل من النواحي الإدراكية والعاطفية والسلوكية، وهدم هذه العلاقة سيعيق تطور الطفل ونموه.

2) استجابة الطفل للتهديد مؤقتة ولا تتعامل مع أسباب السلوك السلبي للطفل وبالتالي تدفع الطفل لهذه التصرفات السلبية في الخفاء تبعا لمرحلة تطور الطفل.

3) الاعم الاغلب من التهديدات التي تصدر عن الاب او الام غير منطقية أو غير قابلة للتنفيذ او قد تحتوي على شخصيات خيالية ويؤدي ذلك الى تعطيل الثقة ما بين الطفل، حسب مرحلة تطوره، وما بين الاب او الام الذين ارتكب التهديد.

4) يترك التهديد، حسب محتواه وتكراره ومرحلة تطور الطفل، صورة سلبية عن الوالد (الاب او الام) في ذاكرة الطفل قد لا تزول مدى الحياة.

5) العواقب متوسطة وبعيدة المدى للتهديد المتكرر اتجاه الطفل تشمل الاكتئاب والقلق وتدني احترام الذات وضعف العلاقة بالأقران، حيث ان هذه التهديدات هي نمط من أنماط العنف النفسي وعواقبها هي عواقب العنف النفسي، كما ان التهديد بالعنف الجسدي والتهديد بالتخلي عن الطفل واهماله يتخلف عنهما نفس العواقب النفسية التي تتخلف عن وقوع العنف الجسدي او الإهمال على ارض الواقع.


البديل عن التهديد والترهيب

1) الوقاية من ظروف توقع الطفل من مشاكل، فعند توفير الوالدين لظروف وقائية مناسبة للطفل مسبقا، يقلل ذلك احتمالية تعريضه للتهديد.

2) السيطرة على الغضب والذي قد يكون لأسباب خارجية ليس لها علاقة بالطفل.

3) التواصل مع الطفل بطريقة إيجابية مستدامة، وعند المواقف الصعبة يتوجب التواصل مع الطفل بحزم وبعبارات قصيرة وبلطف وحزم.

4) استخدم العواقب المنطقية لسلوك الطفل، أي عَلم الطفل تحمل المسئولية، والمشاركة في اصلاح العواقب التي تنتج عن افعاله.

الدكتور هاني جهشان مستشار اول الطب الشرعي

الخبير في حقوق الطفل والوقاية من العنف

١٠٥ مشاهدات
bottom of page