اللاجئون وطالبو اللجوء هم أشخاص فروا من بلدانهم بسبب خطر التعرض لانتهاكات حقوق الإنسان أو الاضطهاد، ويحتاجون إلى حماية دولية، والصحة هي حق أساسي من حقوق الإنسان للجميع، بما في ذلك اللاجئين وطالبي اللجوء. ومع ذلك، يواجه هؤلاء اللاجئون تحديات كبيرة في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الملائمة والمتوفرة والميسورة.
تهدف المواثيق الدولية لتوفير الصحة للاجئين إلى ضمان حماية واحترام حق هذه الفئات في الحصول على أعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه، وفقاً للمبادئ والمعايير الدولية.
1) اتفاقية جنيف لشؤون اللاجئين عام 1951، التي تضمن لللاجئين نفس المستوى من المعاملة في مجال الصحة العامة كالمواطنين في بلد الإقامة.
2) اتفاقية حقوق الطفل عام 1989، التي تكفل للأطفال اللاجئين والمهاجرين حقهم في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة والحصول على خدمات طبية وإعادة تأهيل ورعاية صحية أساسية.
3) اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2006، التي تضمن للأشخاص ذوي الإعاقة من بين اللاجئين والمهاجرين حقهم في تلقي نفس مستوى وجودة ومدى خدمات الرعاية الصحية كغيرهم من سكان بلد المضيف.
4) اتفاقية حقوق جميع العاملين المهاجرين وأفراد أسرهم عام 1990، التي تضمن للعاملين المهاجرين وأفراد أسرهم حقهم في تلقي أية خدمات طبية عاجلة قد تكون ضرورية للحفاظ على حياتهم أو تجنب إصابتهم بأذى دائم.
5) اتفاقية حظر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة عام 1984، التي تضمن لضحايا التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة غير المشروعة حقهم في تلقي رعاية صحية مناسبة وإعادة تأهيل فورية وكافية.
6) اتفاقية حظر جميع أشكال التميز ضد المرأة عام 1979، التي تضمن للنساء من بين اللاجئات والمهاجرات حقهن في التمتع بخدمات صحية متكاملة ومناسبة للجنسين، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية.
7 اللوائح الصحية الدولية عام 2005، التي تهدف إلى منع والتحكم في انتشار الأمراض المعدية والفاشيات الصحية عبر الحدود، وتشجع على التعاون والتضامن بين الدول في مواجهة التهديدات الصحية.
التحديات الصحية التي يواجهها اللاجئون وطالبي اللجوء ما يلي:
(1) نقص أو انعدام المعلومات والتوعية حول حقوقهم وإجراءاتهم في مجال الصحة، وكذلك عن المرافق والخدمات المتوفرة لهم.
(2) صعوبة في التواصل مع مزودي الخدمات الصحية بسبب حواجز اللغة أو الثقافة أو التمييز.
(3) قلة، أو غياب التغطية، أو التأمين الصحي، أو عدم قدرتهم على تحمل تكاليف الرسوم أو المستحقات المالية.
(4) انقطاع أو تأخير في تلقي العلاج أو المتابعة لأمراضهم المزمنة أو المستعصية، مثل أمراض القلب، أو السكري، أو السرطان، أو حالات الصحة النفسية.
(5) تعرضهم لظروف صحية سيئة أثناء رحلتهم أو في مكان إقامتهم، مثل التغذية غير المتوازنة، أو نقص الماء، أو المأوى، أو المرافق الصحية، أو خطر انتشار الأمراض المعدية.
(6) صعوبة في التكيف مع بيئة جديدة وثقافة جديدة، والتعامل مع آثار التشرد والصدمات والخسارة والعزلة على صحتهم الجسدية والعقلية.
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
تسعى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى تعزيز ظروف وشراكات وتعاون ونهج تمكّن اللاجئين وطالبي اللجوء من الحصول على خدمات رعاية صحية أساسية². وتشمل استراتيجية المفوضية للصحة مجالات مثل:
(1) الرعاية الصحية الأولية والإحالة للرعاية الصحية الثانوية، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية، والتغذية وصحة الأطفال، والتطعيم والعلاج من الأمراض المعدية وغير المعدية.
(2) الصحة المجتمعية، التي تركز على تمكين أفراد المجتمع من اتخاذ خطوات جماعية لتحسين صحتهم والوقاية من الأمراض، من خلال تدريب العاملين في مجال الصحة المجتمعية وتوفير التوعية والإرشادات حول مواضيع تتعلق بالصحة والنظافة والإجراءات الصحية الوقائية.
(3) الوقاية من الأمراض غير المعدية وعلاجها، من خلال توفير التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة والدواء المناسب للأشخاص المصابين بأمراض مثل أمراض القلب والسكري والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وحالات الصحة النفسية.
(4) حشد التأييد لإدماج اللاجئين وطالبي اللجوء في أنظمة الصحة الوطنية بتكلفة مقبولة وجودة كافية، من خلال تقديم الإرشاد وتعزيز البنية التحتية وبناء القدرات وتمويل التشخيص المخبري والأدوية والمستلزمات والتجهيزات الطبية.
الآثار الرئيسية للهجرة على الصحة العامة هي:
1. انخفاض معدلات استخدام الرعاية الصحية والتأمين الصحي من قبل المهاجرين، وخاصة غير المسجلين قي الهيئات الوطنية للدول المستضيفة والهيئات الدولية، يؤدي ذلك إلى تأخر تشخيص وعلاج الحالات المرضية، وزيادة معدلات المراضة والوفيات، وارتفاع تكاليف النظام الصحي.
2. ارتفاع مخاطر وعواقب المشاكل الصحة الجسدية والعقلية بين اللاجئين والمهاجرين بسبب الإجهاد والتمييز وسوء الظروف المعيشية. يمكن أن تشمل هذه المخاطر الأمراض المعدية، والأمراض المزمنة، وسوء التغذية، والإصابات، والعنف، والاعتداء الجنسي، وتعاطي المخدرات، والاكتئاب، والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة، والانتحار.
3. مشاركة الشباب المهاجرين ذوي الصحة الجيدة ومن منهم له دخل من عمله، يخفف عب الخدمات الصحية المقدمة الى اللاجئين على العموم، يمكن لهؤلاء المهاجرين المساهمة في النظام الصحي من خلال الضرائب والتحويلات ونقل المهارات.
4. التحديات التي تواجه الإدارات الدولية والوطنية بخصوص تنقل العاملين الصحيين واستبقائهم عبر البلدان. يؤدي ذلك إلى هجرة الأدمغة أو تكدسها، مما يؤثر على نوعية الرعاية الصحية وتوافرها في كل من البلدان المرسلة والمستقبلة للاجئين.
التحديات الرئيسية للاندماج التي يواجهها المهاجرون واللاجئون في البلد المضيف:
1. عدم كفاية توفير الخدمات: يواجه المهاجرون واللاجئون صعوبات في الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية والمساعدة القانونية والتدريب اللغوي. هذه الخدمات ضرورية لرفاههم وتمكينهم وإدماجهم.
2. انعدام الأمن: قد يتعرض المهاجرون واللاجئون الى العنف، أو التنمر، أو الاستغلال، أو سوء المعاملة في البلد المضيف، خاصة إذا كان وضعهم غير نظامي أو يفتقرون إلى الحماية. يواجه اللاجئون أيضا تهديدات من بلدانهم الأصلية أو من شبكات إجرامية عبر وطنية.
3. التمييز:يواجه المهاجرون واللاجئون التمييز والتحيز على أساس العرق، أو الدين، أو الثقافة، أو الجنسK أو غيرها من الخصائص. ويمكن أن يؤثر التمييز على فرصهن في العمل والتعليم والإسكان والرعاية الصحية والمشاركة الاجتماعية. تقويض شعورهم بالانتماء والهوية.
4. الحواجز اللغوية: قد يكون لدى المهاجرين واللاجئين كفاءة محدودة في اللغة (اللغات) الرسمية للبلد المضيف، مما قد يعيق تواصلهم واندماجهم ووصولهم إلى المعلومات والخدمات. تعلم اللغة ضروري لتطورهم الشخصي، والمهني، ولتفاعلهم الاجتماعي، والثقافي.
5. نقص فرص العمل: قد يواجه المهاجرون واللاجئون عقبات في العثور على عمل لائق يتناسب مع مهاراتهم ومؤهلاتهم وتطلعاتهم. وقد يواجهون قيودا قانونية أو عقبات إدارية أو قضايا تتعلق بالاعتراف أو عدم تطابق المهارات أو التمييز في سوق العمل. وقد يفتقرون أيضا إلى المعلومات أو الإرشادات أو الشبكات لدعم بحثهم عن عمل. البطالة أو العمالة الناقصة يمكن أن تؤثر على دخلهم ومستويات معيشتهم وإدماجهم الاجتماعي.
6. السكن: يواجه المهاجرون واللاجئون صعوبات في العثور على سكن ميسور التكلفة وملائم وآمن في البلد المضيف. يواجهون محدودية العرض، أو ارتفاع التكاليف، أو رداءة النوعية، أو التمييز في سوق الإسكان. ويفتقرون أيضا إلى المعلومات أو المساعدة للحصول على خدمات أو استحقاقات الإسكان. السكن عامل رئيسي لصحة اللاجئين وسلامتهم وإدماجهم.
7. الحصول على الخدمات الطبية: للمهاجرين واللاجئين احتياجات صحية محددة تتطلب عناية طبية مناسبة وفي الوقت المناسب. قد يعانون من مشاكل صحية جسدية أو عقلية تتعلق برحلة هجرتهم، أو صدمتهم، أو العنف، أو الاستغلال. وقد يواجهون أيضا حواجز في الحصول على خدمات الرعاية الصحية بسبب نقص التغطية، أو الوثائق، أو المعلومات، أو اللغة، أو الكفاءة الثقافية. إن الصحة حق أساسي من حقوق الإنسان وشرط مسبق للاندماج.
8. قضايا النقل: لدى المهاجرين واللاجئين قدرة محدودة على الحركة أو الوصول إلى وسائل النقل العام في البلد المضيف. قد يواجهون تكاليف باهظة أو مسافات طويلة أو بنية تحتية سيئة أو مخاطر تتعلق بالسلامة عند السفر إلى العمل، أو المدرسة، أو مرافق الرعاية الصحية، أو أماكن أخرى. النقل ضروري لإدماجهم ومشاركتهم في المجتمع.
9. الاختلافات الثقافية: قد يكون للمهاجرين واللاجئين قيم، أو معايير، أو معتقدات، أو ممارسات مختلفة عن تلك الموجودة في المجتمع المضيف. وقد يواجهون تحديات في التكيف مع بيئة ثقافية جديدة أو في الحفاظ على هويتهم الثقافية. وقد يواجهون أيضا سوء فهم أو قوالب نمطية أو صراعات مع المجتمع المضيف أو مع مجموعات المهاجرين الأخرى. والتنوع الثقافي مصدر ثراء وابتكار للمجتمع، ولكنه يتطلب أيضا الاحترام المتبادل والحوار من أجل الاندماج.
10. تربية الأطفال: يواجه المهاجرون واللاجئون الذين لديهم أطفال تحديات إضافية في ضمان رفاهم وتعليمهم وإدماجهم في البلد المضيف. قد يكون لديهم توقعات أو مناهج مختلفة عن تلك الخاصة بالمجتمع المضيف أو النظام المدرسي. وقد يكافحن أيضا لتحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل والأسرة أو للتعامل مع الفجوات أو الصراعات بين الأجيال. تربية الأطفال مهمة هامة، ولكنها شاقة تتطلب الدعم والتوجيه للاندماج.
11. التحيز: قد ينظر إلى المهاجرين واللاجئين نظرة سلبية من قبل بعض شرائح المجتمع المضيف التي تخشى أن يشكلوا تهديدا لأمنهم، أو رفاهم، أو ثقافتهم، أو هويتهم. وقد تغذى هذه المخاوف على المعلومات المضللة أو التحيز الإعلامي أو الخطاب السياسي. يمكن أن يؤدي التحيز إلى العداء أو التعصب أو العنف ضد المهاجرين واللاجئين ويمكن أن يقوض التماسك الاجتماعي والثقة. ويمكن التغلب على التحيز من خلال تعزيز المعلومات والروايات الإيجابية والحوار بين الثقافات من أجل التكامل.
ما سبق هو التحديات الرئيسية للاندماج التي يواجهها المهاجرون واللاجئون في البلد المضيف. ومع ذلك، فإن هذه التحديات ليست مستعصية على الحل. ومن خلال السياسات والموارد والدعم الكافي من القطاعين العام والخاص وكذلك منظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية، يمكن للمهاجرين واللاجئين التغلب على هذه الحواجز والمساهمة بشكل إيجابي في تنمية البلد المضيف. الاندماج هو عملية ذات اتجاهين تتطلب جهودا متبادلة والالتزام والاحترام من كل من الوافدين الجدد والمجتمع المضيف. والاندماج ليس تحديا فحسب، بل هو أيضا فرصة لبناء مجتمعات أكثر شمولا وتنوعا وازدهارا.
أهمية الأبحاث:
هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث حول الهجرة والصحة لدعم السياسات والممارسات المستنيرة بالبينات التي تعزز صحة اللاجئين والمهاجرين ورفاههم. وينبغي أن تعتمد هذه البحوث نهجا سليما أخلاقيا لحقوق الإنسان ينطوي على المشاركة عبر تخصصات وقطاعات متعددة، وبالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى تهيئة بيئة مواتية للبحوث المتعلقة بالهجرة والصحة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، وإلى إقامة روابط ذات مغزى لدعم السياسات المشتركة بين القطاعات وعمليات تحديد الأولويات.
إعداد الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي
الخبير في حقوق الانسان وحقوق المرضى
بمرجعية Bing AI Chat
Comments