top of page
  • صورة الكاتبمستشار أول الطب الشرعي الدكتور هاني جهشان

التدخين السلبي، أمراض قاتلة تستوطن بمحيط المدخن

التدخين السلبي، أمراض قاتلة تستوطن بمحيط المدخن
التدخين السلبي، أمراض قاتلة تستوطن بمحيط المدخن

العواقب الصحية للتدخين:

يحتوي الدخان الناتج عن حرق التبغ على آلاف المواد الكيميائية السامة، بما في ذلك البنزين والسيانيد والكادميوم والرصاص والبلونيوم المشع، والبنزوبيرين والأمونيا وأول أكسيد الكربون والنيكوتين. هذه المواد الكيميائية تسبب العديد من الأمراض.

حسب المراجع العلمية المسندة بحثيا عواقب التدخين هي كما يلي:

1) الوفاة بسبب التدخين يفوق عدده الوفيات من الأسباب التالية مجتمعة وهي الإيدز، المخدرات، الكحول، حوادث السير، وجميع إصابات المقذوفات النارية.

2) التدخين هو المسبب لسرطان الرئة بنسبة تسعين بالمائة من الحالات. وفيات النساء من سرطان الرئة يفوق وفاتهم من سرطان الثدي.

3) بالإضافة لسرطان الرئة والرغامي والقصبات الهوائية، فإن التدخين مرتبط أيضا بالتسبب بسرطانات المثانة البولية، عنق الرحم، القولون، المستقيم، المريء، الحلق، الكبد، البنكرياس، المعدة، واللوكيميا. ثبت بالمراجع العلمية أيضا أن التدخين مسؤول عن التسبب بوفاة ثلث مرضى السرطان على المستوى العالمي.

4) التدخين يسبب ثمانون بالمائة من الوفيات المتعلقة بأمراض الانسداد الرئوي المزمن، والتي تشمل نفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن، كما انه يفاقم عواقب مرض الربو.

5) التدخين يزيد احتمال الإصابة بأمراض الشرايين التاجية للقلب بأربعة اضعاف مقارنة مع غير المدخنين، وكذلك يزيد احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية أيضا بأربعة اضعاف، وحتى من يدخنون أقل من خمسة سجائر يوميا يزيد احتمال اصابتهم بأمراض القلب.

6) التدخين يزيد من احتمال تشكُل التخثرات الدموية في الشرايين التاجية وبالتالي حدوث الاحتشاء في عضلة القلب.

7) التدخين يؤدي إلى تصلب الشرايين بالأطراف السفلية وتقص ترويتها بالدم وبالتالي التسبب بما يسمى مرض برجر الذي ينتهي بنخر وبتر القدمين والساقين.

8) التدخين يخفض احتمال حدوث الحمل لدى النساء، ويؤثر سلبا على الجنين وعلى الوليد، ويزيد من احتمال حدوث الولادة المبكرة، ووفاة الجنين داخل الرحم والاجهاض، وانخفاض وزن الوليد، ويزيد من احتال حصول وفيات الرضع المفاجأة، وأيضا يتسبب بحدوث الحمل الهاجر في قناة فالوب او في تجويف البطن، ويزيد من احتمال حدوث التشوهات الخلقية من مثل شق الشفة وشق الحلق.

9) التدخين ينقص من خصوبة الحيوانات المنوية، وبالتالي التسبب زيادة احتمال التسبب بالعقم.

10) التدخين يزيد من احتمال هشاشة العظم في النساء كباء السن وبالتالي زيادة احتمال الكسور بما فيها كسور الفخذ.

11) يزيد التدخين من أمراض اللثة وفقد الاسنان.

12) التدخين يزيد من احتمال حدوث اعتام عدسة العينين واعتلالات الشبكية.

13) التدخين يساهم في التسبب بمرض السكري نوع 2 بسنة أربعين بالمائة وأيضا يساهم بالصعوبة في السيطرة على علاجه.

14) التدخين يساهم بالتسبب بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

15) التدخين وما يرتبط به من امراض تحتاج لعلاج عالي الكلفة ومشاكل اجتماعية يزيد من احتمالية فقد العمل.


التدخين السلبي:

1) التأثير المباشر للتدخين السلبي يشمل السعال، الصداع، احتقان العينيين، احتقان الانف، والألم بالحلق.

2) يواجه الأشخاص الذين يتعرضون لدخان التبغ السلبي نفس المخاطر المزمنة التي يوجهها المدخنون أنفسهم فهم أيضا يستنشقون نفس الغازات السامة والمواد الكيميائية الخطرة الموجودة في دخان التبغ، وعليه يكون المتعرض للتدخين السلبي عرضة للمعاناة من الامراض التي تم سردها أعلاه.

3) مخاطر التدخين السلبي يبدأ مباشرة مع اشعال طرف السيجارة، وعند التدخين في أحد غرف المنزل يؤدي الى انتشار الدخان في بقية الغرف ويستمر بما يحتويه من مخاطر لفترة تزيد عن خمس ساعات.

4) التدخين في مكان محصور من مثل المركبة يسبب خطرا مباشرا على ركابها الأخرين وخاصة الأطفال، هنا تجدر الملاحظة ان قانون السير الأردني رقم 49 لسنة 2..8 منع تدخين السائق في المركبات المخصصة لنقل الطلاب وأطفال رياض الأطفال ومنع أيضا تدخين السائق في مركبات نقل الركاب العمومية، الا انه وللأسف لم يعاقب على تدخين سائق المركبة الخاصة على التدخين برفقة أطفال بمركبته.

5) تشمل عواقب التدخين السلبي على النساء الحوامل نفس العواقب التي تنتج عن قيامهن بالتدخين وتشمل هذه العواقب الامراض والحالات السابق ذكرها تحت رقم 8 أعلاه.

6) مخاطر التدخين السلبي على الأطفال: سرعة تنفس الأطفال بالدقيقة الواحدة اكبر من مثيلتها لدى لبالغين، مما يعني أنهم يستنشقون المواد الكيميائية الضارة في دخان التبغ بشكل يفوق ما يستنشق الكبار، وهم معرضين للخطر بشدة اكبر من البالغين لأن أجسامهم صغيرة ولا تزال في طور النمو والتطور، وهذه المخاطر تشمل الإصابة بانخفاض وظائف الرئتين، وزيادة احتمال الإصابة بالربو، وزيادة احتمال الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، والتهاب السحايا البكتيري، والتهاب الشعب الهوائية والإلتهاب الرئوي الحاد، وتكون المخاطر كبيرة جدا على الأطفال الرضع في السنة الأولى من أعمارهم بسبب زيادة احتمال حصول الوفاة المفاجأة المرتبط بالتدخين السلبي.

7) شركات التبغ تضع معلومات عن مخاطر التدخين موجهة فقط للمدخن نفسه ولكنها لا تضع عن أثر هذه المخاطر على المدخنين السلبين المحيطين بالمدخن وخاصة من النساء الحوامل والأطفال وسيما الأطفال الرضع.

8) في دراسة معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية تبين ان أكثر من ثلثي "غير المدخنين" لديهم قناعة ان هناك مخاطر حقيقية ناتجة عن التدخين السلبي، مقارنة مع فقط اقل من نصف المدخنين يعتقدون بحقيقة هذه المخاطر، وهذه الدراسة تستوجب توعية المدخنين بمخاطر التدخين السلبي. للأسف شركات التبغ تدعم دراسات بشكل خفي للتشكيك بعواقب التدخين السلبي الا ان الدراسات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية منذ عشرات السنين توضح بشكل جلي ارتباط التدخين السلبي لدى الأطفال مع معاناتهم لاحقا من أمراض الرئتين بما فيها السرطان وأيضا زيادة احتمال تعرضهم لمرض تصلب الشرايين لاحقا.

9) لماذا على الدولة منع التدخين في الأماكن العامة؟ بالإضافة لأن التدخين السلبي يشكل عواقب صحية وخيمة على المحيطين بالمدخن كما تم توضيحه سابقا فإن التدخين أيضا يشكل انتهاكا للحق بالعيش في بيئة آمنة في أماكن العمل، وفي مجمعات التسوق، والمطاعم والأماكن العامة الأخرى، وينتج أيضا عن التدخين أيضا نفور لدى العديد من المواطنين بسبب الروائح الكريهة للدخان التي تعلق بالأثاث والملابس والجدران، كما يتوجب على الحكومة ان تواجه التدخين بسبب التكلفة العالية لعلاج الامراض المرتبطة بالتدخين السلبي.


التشريعات:

1) المشرع الأردني اوكل مهمة منع التدخين في الإمكان العامة لوزارة الصحة بقانون الصحة العامة رقم 47 لسنة 2008 بالمواد من رقم 52 إلى 56 ونص على العقوبات في حال مخالفة ذلك في المادة 63 من القانون (انظر مواد القانون في الصفحة الأخيرة)

2) نصت المادة 52 من هذا القانون على منع التدخين في المكان العام: {المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ودور السينما والمسارح والمكتبات العامة والمتاحف والمباني الحكومية وغير الحكومية العامة ووسائط نقل الركاب وصالات القادمين والمغادرين في المطارات والملاعب المغلقة وقاعات المحاضرات واي مكان آخر يقرر الوزير اعتباره مكاناً عاماً على ان ينشر قراره في الجريدة الرسمية.}

3) لماذا هناك عدم التزام بتطبيق القانون الصحة العام لمنع التدخين في الأماكن العامة؟

1. هناك ثقافة سائدة بالمجتمع انه من العادي او من الممتع ان تخالف القانون دون أن تُكتشف ان كان قانون الصحة العامة أو قانون السير على سبيل المثال وليس الحصر.

2. يرتكب أعضاء من السلطات التشريعية والتنفيذية وأجهزة إنفاذ القانون مخالفات قانون الصحة العامة جهارا باستهتار وباستخفاف في مكاتبهم واجتماعاتهم وعلنا بنشر ذلك على التلفاز والصحف والمواقع الالكترونية، فمن غير المتوقع ان يتم مواجهة التدخين ومنعه بالأماكن العامة على المستوى الوطني بالأوضاع التالية:

1) بعض النواب والاعيان والوزراء والمدراء لا يلتزمون بتطبيق قانون الصحة العامة ويدخنون علنا ويشاهدون من عامة المواطنين وهم يقومون بذلك مباشرة على البث التلفزيوني، ومن المفترض ان يكونوا القدوة للعامة.

2) التدخين شائع بشكل كبير في المراكز الأمنية من قبل افراد وضباط والمراجعين، ولن يتم التعامل معه بجدة، ومنع التدخين في المراكز الأمنية هو خطوة أساسية للتطبيق الحقيقي لقانون الصحة العامة.

3) التدخين شائع في ردهات جميع المحاكم دون مبادرة جدية لتطبيق القانون في مؤسسات مرتبطة بالعدالة.

4) التدخين شائع بشكل كبير في المستشفيات والمراكز الصحية من قبل بعض الأطباء والممرضين وفنيي المهن الصحية المساندة، والمراجعين، ولا يوجد آليات تنفيذ لقانون الصحة العامة على أرض الوقع.

5) التدخين أيضا شائع في الوزرات والمؤسسات الحكومية من مثل دائرة الأحوال المدنية والصناعة والتجارة على سبي المثل أن كان من قبل الموظفين او المراجعين على الرغم من وجود لوحات منع التدخين التي اوجب القانون استخدامها.

4) أي مبادرة جادة لمنع التدخين بالأماكن العامة على المستوى الوطني يجب ان تبدأ بمنعه في مجلس الامة ومكاتب الوزراء والمحاكم والمراكز الأمنية والمستشفيات والمراكز الصحية والوزرات والمؤسسات الحكومية، وعليهم جميعا تطبيق قانون الصحة العامة بحذافيره فالمبادرات الفردية لمنعه اثبتت فشلها.

5) بمرجعية التشريعات على وزارة الصحة ان تلتزم بتطبيق قانون الصحة العامة وان تضع البرامج والخطط وتخصص الموارد البشرية والمالية لتنفيذه على ارض الواقع، وترصد وتقييم التنفيذ المستدام، وعليها التخلي عن التراخي بالتعامل مع موضوع صحة عامة خطير كهذا، فالاكتفاء بالتعاميم والمراسلات لم و لن يجدي نفعا.


قانون الصحة العامة رقم 47 لسنة 2008

الفصل الثاني

وقاية الصحة العامة من اضرار التدخين

المادة 52

يكون للكلمات والعبارات التالية حيثما وردت في هذا الفصل المعاني المخصصـة لها ادناه ما لم تدل القرينة على غيـر ذلك:

منتجات التبغ: المنتجات التي تتكون، كلياً او جزئياً، من اوراق التبغ كمادة خام والتي تصنع بغرض الاستخدام سواء بتدخينها او امتصاصها او مضغها او تنشقها.

المكان العام: المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ودور السينما والمسارح والمكتبات العامة والمتاحف والمباني الحكومية وغير الحكومية العامة ووسائط نقل الركاب وصالات القادمين والمغادرين في المطارات والملاعب المغلقة وقاعات المحاضرات واي مكان آخر يقرر الوزير اعتباره مكاناً عاماً على ان ينشر قراره في الجريدة الرسمية.

المادة 53

أ- يحظر تدخين أي من منتجات التبغ في الاماكن العامة، على انه يجوز بقرار من الوزير بناء على تنسيب مدير الصحة المختص تحديد مكان خاص يسمح فيه بالتدخين في المكان العام شريطة مراعاة صحة الجمهور وسلامته، والاعلان عن هذا المكان بصورة واضحة في مكان بارز وباللغة العربية.

ب- على الرغم مما ورد في الفقرة (أ) من هذه المادة، يحظر التدخين في دور الحضانة ورياض الاطفال في القطاعين العام والخاص، وتتولى الدوائر المعنية بالتعاون مع الوزارة وضع الضوابط الكفيلة بتنفيذ هذا الحظر.

ج- يلتزم المسؤول عن المكان العام بوضع لوحة بخط واضح تحمل عبارة (ممنوع التدخين) والاشارة الدالة على ذلك في اماكن بارزة، وعليه اتخاذ الترتيبات اللازمة لمراقبة الالتزام بذلك.

المادة 54

لا يجوز لأي شخص او جهة عامة او خاصة بما في ذلك وسائل الاعلام طبع او عرض او نشر أي اعلان لأغراض

الدعاية لأي من منتجات التبغ او توزيع أي نشرة او ادوات او مواد للتعريف به او الاعلان عن منتجاته.

المادة 55

يحظر على أي شخص ما يلي:

أ-بيـع منتجات التبغ لمن يقل عمره عن ثمانيــة عشــر عاماً.

ب- بيع السجائر بالتجزئة.

ج- صنع او استيراد او توزيع او بيع مقلدات منتجات التبغ بما في ذلك الحلوى والكعك والالعاب والادوات

المصنعة بشكل يشابه أيا من منتجات التبغ.

د- وضع ماكينات لبيع منتجات التبغ.

هـ- عرض أي من منتجــات التبغ الا وفق نظام يصدر لهذه الغاية.

المادة 56

على كل من ينتج او يستورد او يسوق ضمن اراضي المملكة أيا من منتجات التبغ ان يضع في مكان ظاهر على العلب او الاغلفة او الاوعية التي يسوق فيها منتجات التبغ، الشكل او العبارة او كليهما التي تقررها المواصفة القياسية الاردنية او بموجب قرار يصدره الوزير لهذه الغاية.

المادة 63

أ- يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن اسبوع ولا تزيد على شهر او بغرامة لا تقل عن خمسة عشر ديناراً ولا تزيد على خمسة وعشرين ديناراً كل من قام باي من الافعال التالية:

1-تدخين أي من منتجات التبغ في الاماكن العامة المحظور التدخين فيها.

2-سماح المسؤول عن المكان العام المحظور التدخين فيه لأي شخص بتدخين أي من منتجات التبغ فيه.

3-عدم الاعلان عن منع التدخين في المكان العام وفقاً لأحكام الفقرة (ج) من المادة (53) من هذا القانون.

4-بيع السجائر بالتجزئة.

5-توزيع مقلدات منتجات التبغ او بيعها.

ب- يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على ستة أشهر او بغرامة لا تقل عن خمسمائة دينار ولا تزيد على ألف دينار كل من قام باي من الافعال التالية:

1- تدخين أي من منتجات التبغ في دور الحضانة ورياض الاطفال في القطاعين العام والخاص او السماح بذلك.

2- عرض أي من منتجات التبغ خلافاً للشروط التي يحددها الوزير في القرار الذي يصدره لهذه الغاية.

3- طبع او عرض او نشر أي اعلان لأغراض الدعاية لأي من منتجات التبغ او توزيع أي نشره او ادوات او مواد للتعريف به او انه معروض للبيع.

4- وضع ماكينات لبيع منتجات التبغ.

5- صنع او استيراد مقلدات منتجات التبغ.

6- انتاج او استيراد او تسويق أي من منتجات التبغ ضمن اراضي المملكة خلافاً لأحكام المادة (56) من هذا القانون.

الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي

الخبير في حقوق الإنسان

١٥٥ مشاهدة
bottom of page