top of page
  • صورة الكاتبمستشار أول الطب الشرعي الدكتور هاني جهشان

فشل وزارة الصحة الاردنية، بمواجهة مخاطر التدخين القاتلة


فشل وزارة الصحة الاردنية، بمواجهة مخاطر التدخين القاتلة
فشل وزارة الصحة الاردنية، بمواجهة مخاطر التدخين القاتلة

تردي برامج التوعية بمخاطر التدخين على صحة الانسان، وفشل وزارة الصحة بانفاذ قانون الصحة العامة في منع التدخين في الاماكن العامة، والاخفاق في العلاج المتخصص للمدمنين على التدخين، والفساد الاكبر والفساد المالي والتهرب الضريبي في شركات انتاج والاتجار بالسجائر، ادت هذه مجتمعة إلى ان يكون الاردن في المرتبة الاعلى دوليا لانتشار التدخين. أكثر من 9000 وفاة سنويا بسبب التدخين ووفاة من كل ثمانية ناتجة عن التدخين و24% من الطلاب بأعمار 13-15سنة مدخنون.

لماذا هناك غياب شبه تام لبرامج التوعية الفاعلة بمخاطر التدخين التي يمكن قياس مخرجاتها بمؤشرات حقيقية تؤدي الى تعديلها لضمان فاعليتها لاحقا؟

ما سبب عدم التزام وفشل وزارة الصحة بتطبيق قانون الصحة العامة لمنع التدخين في الأماكن العامة؟

لماذا هناك عدم التزام بتطبيق القانون الصحة العامة لمنع التدخين في الأماكن العامة؟ للأسف هناك ثقافة سائدة بالمجتمع انه من العادي او من الممتع ان تخالف القانون دون أن تُكتشف ان كان قانون الصحة العامة أو قانون السير على سبيل المثال وليس الحصر، كما ويرتكب أعضاء من السلطات التشريعية والتنفيذية وأجهزة إنفاذ القانون مخالفات قانون الصحة العامة جهارا باستهتار وباستخفاف في مكاتبهم واجتماعاتهم وعلنا بنشر ذلك على التلفاز والصحف والمواقع الالكترونية، فمن غير المتوقع ان يتم مكافحة التدخين ومنعه بالأماكن العامة على المستوى الوطني بالأوضاع التالية:

1) بعض النواب والاعيان والوزراء والمدراء لا يلتزمون بتطبيق قانون الصحة العامة ويدخنون علنا ويشاهدون من عامة المواطنين وهم يقومون بذلك مباشرة على البث التلفزيوني، ومن المفترض ان يكونوا القدوة للعامة.

2) التدخين شائع بشكل كبير في المراكز الأمنية من قبل افراد وضباط والمراجعين، ولم يتم التعامل معه بجدية، ومنع التدخين في المراكز الأمنية هو خطوة أساسية للتطبيق الحقيقي لقانون الصحة العامة.

نواب يدخنون في اجتماعات مجلس النواب
نواب يدخنون في اجتماعات مجلس النواب

3) التدخين شائع في ردهات جميع المحاكم دون مبادرة جدية لتطبيق القانون في مؤسسات مرتبطة بالعدالة.

4) التدخين شائع بشكل كبير في المستشفيات والمراكز الصحية من قبل بعض الأطباء والممرضين وفنيي المهن الصحية المساندة، والمراجعين، ولا يوجد آليات تنفيذ لقانون الصحة العامة على أرض الوقع.

5) التدخين أيضا شائع في الوزرات والمؤسسات الحكومية من مثل دائرة الأحوال المدنية والصناعة والتجارة على سبي المثل أن كان من قبل الموظفين او المراجعين على الرغم من وجود لوحات منع التدخين التي اوجب القانون استخدامها.

4) أي مبادرة جادة لمنع التدخين بالأماكن العامة على المستوى الوطني يجب ان تبدأ بمنعه في مجلس الامة ومكاتب الوزراء والمحاكم والمراكز الأمنية والمستشفيات والمراكز الصحية والوزرات والمؤسسات الحكومية، وعليهم جميعا تطبيق قانون الصحة العامة بحذافيره فالمبادرات الفردية لمنعه اثبتت فشلها.

5) بمرجعية التشريعات على وزارة الصحة ان تلتزم بتطبيق قانون الصحة العامة وان تضع البرامج والخطط وتخصص الموارد البشرية والمالية لتنفيذه على ارض الواقع، وترصد وتقييم التنفيذ المستدام، وعليها التخلي عن التراخي بالتعامل مع موضوع صحة عامة خطير كهذا، فالاكتفاء بالتعاميم والمراسلات لم و لن يجدي نفعا.


مخاطر وعواقب التدخين على الصحة و وجوب الإقلاع عنه

حسب المراجع العلمية المسندة بحثيا عواقب التدخين هي كما يلي:

1) الوفاة بسبب التدخين يفوق عدده الوفيات من الأسباب التالية مجتمعة وهي الإيدز، المخدرات، الكحول، حوادث السير، وجميع إصابات المقذوفات النارية.

2) التدخين هو المسبب لسرطان الرئة بنسبة تسعين بالمائة من الحالات. وفيات النساء من سرطان الرئة يفوق وفاتهم من سرطان الثدي.

3) بالإضافة لسرطان الرئة والرغامي والقصبات الهوائية، فإن التدخين مرتبط أيضا بالتسبب بسرطانات المثانة البولية، عنق الرحم، القولون، المستقيم، المريء، الحلق، الكبد، البنكرياس، المعدة، واللوكيميا. ثبت بالمراجع العلمية أيضا أن التدخين مسؤول عن التسبب بوفاة ثلث مرضى السرطان على المستوى العالمي.

4) التدخين يسبب ثمانون بالمائة من الوفيات المتعلقة بأمراض الانسداد الرئوي المزمن، والتي تشمل نفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن، كما انه يفاقم عواقب مرض الربو.

5) التدخين يزيد احتمال الإصابة بأمراض الشرايين التاجية للقلب بأربعة اضعاف مقارنة مع غير المدخنين، وكذلك يزيد احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية أيضا بأربعة اضعاف، وحتى من يدخنون أقل من خمسة سجائر يوميا يزيد احتمال اصابتهم بأمراض القلب.

6) التدخين يزيد من احتمال تشكُل التخثرات الدموية في الشرايين التاجية وبالتالي حدوث الاحتشاء في عضلة القلب.

7) التدخين يؤدي إلى تصلب الشرايين بالأطراف السفلية وتقص ترويتها بالدم وبالتالي التسبب بما يسمى مرض برجر الذي ينتهي بنخر وبتر القدمين والساقين.

8) التدخين يخفض احتمال حدوث الحمل لدى النساء، ويؤثر سلبا على الجنين وعلى الوليد، ويزيد من احتمال حدوث الولادة المبكرة، ووفاة الجنين داخل الرحم والاجهاض، وانخفاض وزن الوليد، ويزيد من احتال حصول وفيات الرضع المفاجأة، وأيضا يتسبب بحدوث الحمل الهاجر في قناة فالوب او في تجويف البطن، ويزيد من احتمال حدوث التشوهات الخلقية من مثل شق الشفة وشق الحلق.

9) التدخين ينقص من خصوبة الحيوانات المنوية، وبالتالي التسبب زيادة احتمال التسبب بالعقم.

10) التدخين يزيد من احتمال هشاشة العظم في النساء كباء السن وبالتالي زيادة احتمال الكسور بما فيها كسور الفخذ.

11) يزيد التدخين من أمراض اللثة وفقد الاسنان.

12) التدخين يزيد من احتمال حدوث اعتام عدسة العينين واعتلالات الشبكية.

13) التدخين يساهم في التسبب بمرض السكري نوع 2 بسنة أربعين بالمائة وأيضا يساهم بالصعوبة في السيطرة على علاجه.

14) التدخين يساهم بالتسبب بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

15) التدخين وما يرتبط به من امراض تحتاج لعلاج عالي الكلفة ومشاكل اجتماعية يزيد من احتمالية فقد العمل.

بسبب هذه المخاطر العديدة والخطيرة توصي منظمة الصحة العالمية وجوب استخدام كل السبل المتاحة للإقلاع عن التدخين وخاصة في المجتمعات الشائع بها كالأردن، وعلى المدخنين استخدام كل الوسائل التي توفرها وزارة الصحة للإقلاع عن التدخين.

في غضون 20 دقيقة من الإقلاع عن التدخين، ينخفض معدل ضربات القلب المرتفع وضغط الدم. بعد 12 ساعة، ينخفض مستوى أول أكسيد الكربون في الدم إلى المعدل الطبيعي. في غضون 2-12 أسبوعًا، تتحسن الدورة الدموية وتزيد وظائف الرئة. بعد 1-9 أشهر، يقل السعال وضيق التنفس.

تشدد منظمة الصحة العالمية على أهمية البحوث المنهجية عالية الجودة والمعتمدة أخلاقياً، والتي تساهم في النهوض بالصحة الفردية والعامة، مؤكدة أن تعزيز التدخلات غير المثبتة علميا يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحة الأفراد وصحة المجتمع.

التدخين السلبي

1) التأثير المباشر للتدخين السلبي يشمل السعال، الصداع، احتقان العينيين، احتقان الانف، والألم بالحلق.

2) يواجه الأشخاص الذين يتعرضون لدخان التبغ السلبي نفس المخاطر المزمنة التي يوجهها المدخنون أنفسهم فهم أيضا يستنشقون نفس الغازات السامة والمواد الكيميائية الخطرة الموجودة في دخان التبغ، وعليه يكون المتعرض للتدخين السلبي عرضة للمعاناة من الامراض التي تم سردها أعلاه.

3) مخاطر التدخين السلبي يبدأ مباشرة مع اشعال طرف السيجارة، وعند التدخين في أحد غرف المنزل يؤدي الى انتشار الدخان في بقية الغرف ويستمر بما يحتويه من مخاطر لفترة تزيد عن خمس ساعات.

4) التدخين في مكان محصور من مثل المركبة يسبب خطرا مباشرا على ركابها الأخرين وخاصة الأطفال، هنا تجدر الملاحظة ان قانون السير الأردني رقم 49 لسنة 2..8 منع تدخين السائق في المركبات المخصصة لنقل الطلاب وأطفال رياض الأطفال ومنع أيضا تدخين السائق في مركبات نقل الركاب العمومية، الا انه وللأسف لم يعاقب على تدخين سائق المركبة الخاصة على التدخين برفقة أطفال بمركبته.

5) تشمل عواقب التدخين السلبي على النساء الحوامل نفس العواقب التي تنتج عن قيامهن بالتدخين وتشمل هذه العواقب الامراض والحالات السابق ذكرها تحت رقم 8 أعلاه.

6) مخاطر التدخين السلبي على الأطفال: سرعة تنفس الأطفال بالدقيقة الواحدة اكبر من مثيلتها لدى لبالغين، مما يعني أنهم يستنشقون المواد الكيميائية الضارة في دخان التبغ بشكل يفوق ما يستنشق الكبار، وهم معرضين للخطر بشدة اكبر من البالغين لأن أجسامهم صغيرة ولا تزال في طور النمو والتطور، وهذه المخاطر تشمل الإصابة بانخفاض وظائف الرئتين، وزيادة احتمال الإصابة بالربو، وزيادة احتمال الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، والتهاب السحايا البكتيري، والتهاب الشعب الهوائية والإلتهاب الرئوي الحاد، وتكون المخاطر كبيرة جدا على الأطفال الرضع في السنة الأولى من أعمارهم بسبب زيادة احتمال حصول الوفاة المفاجأة المرتبط بالتدخين السلبي.

7) شركات التبغ تضع معلومات عن مخاطر التدخين موجهة فقط للمدخن نفسه ولكنها لا تضع عن أثر هذه المخاطر على المدخنين السلبين المحيطين بالمدخن وخاصة من النساء الحوامل والأطفال وسيما الأطفال الرضع.

8) في دراسة معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية تبين ان أكثر من ثلثي "غير المدخنين" لديهم قناعة ان هناك مخاطر حقيقية ناتجة عن التدخين السلبي، مقارنة مع فقط اقل من نصف المدخنين يعتقدون بحقيقة هذه المخاطر، وهذه الدراسة تستوجب توعية المدخنين بمخاطر التدخين السلبي. للأسف شركات التبغ تدعم دراسات بشكل خفي للتشكيك بعواقب التدخين السلبي الا ان الدراسات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية منذ عشرات السنين توضح بشكل جلي ارتباط التدخين السلبي لدى الأطفال مع معاناتهم لاحقا من أمراض الرئتين بما فيها السرطان وأيضا زيادة احتمال تعرضهم لمرض تصلب الشرايين لاحقا.

9) لماذا على الدولة منع التدخين في الأماكن العامة؟ بالإضافة لأن التدخين السلبي يشكل عواقب صحية وخيمة على المحيطين بالمدخن كما تم توضيحه سابقا فإن التدخين أيضا يشكل انتهاكا للحق بالعيش في بيئة آمنة في أماكن العمل، وفي مجمعات التسوق، والمطاعم والأماكن العامة الأخرى، وينتج أيضا عن التدخين أيضا نفور لدى العديد من المواطنين بسبب الروائح الكريهة للدخان التي تعلق بالأثاث والملابس والجدران، كما يتوجب على الحكومة ان تواجه التدخين بسبب التكلفة العالية لعلاج الامراض المرتبطة بالتدخين السلبي.


المخاطر المتعلقة بتدخين الأرجيلة مقارنة مع السجائر

يحتوي دخان الأرجيلة على مستويات عالية من المركبات السامة، بما في ذلك القطران وأول أكسيد الكربون والمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية المسببة للسرطان (المواد المسرطنة)، بكميات تفوق مثيلاتها في التدخين.

كما هو الحال مع تدخين السجائر، يرتبط تدخين الأرجيلة بسرطان الرئة والفم والمثانة وأمراض القلب وأمراض الرئتين. تدخين الأرجيلة المزمن يؤدي لضعف وظائف الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان المريء وسرطان المعدة.

يوفر تدخين الأرجيلة النيكوتين بكمية أكبر من تدخين السجائر، مما يؤدي إلى الإدمان على النيكوتين.

يشكل دخان الشيشة مخاطر مرتبطة بالتدخين السلبي بشكل يفوق تدخين السجائر.

أنابيب الأرجيلة المستخدمة في حانات والمقاهي تؤدي إلى خطر انتشار الأمراض المعدية، وخاصة فيروس كرونا المستجد في حقبة انتشار جائحة كوفيد-19.

الأرجيلة وسيلة سهلة للإدمان على الحشيش العادي والأخطر منه الحشيش الاصطناعي باستبداله أو إضافته للتبغ المستخدم في الأرجيلة.

استخدام الأرجيلة من قبل الفتيان يشكل الضوء الأخضر للإدمان على التدخين في مراحل العمر اللاحقة.

تدخين الأرجيلة لمدة ساعة واحدة ينتج عنه ضرر يساوي تدخين 15 إلى 20 سيجارة، ويحتوي دخان الأرجيلة على 1.7 ضعف من النيكوتين و9 أضعاف من أول أكسيد الكربون مقارنة مع الدخان الناتج عن السجائر.

مخاطر السجائر الإلكترونية:

1) لغاية الان لا يوجد أي دليل علمي قائم على دراسات اكاديمية معتمدة يفيد ان السجائر الالكترونية امنة على صحة المستخدم مقارنة مع السجائر العادية، او انها تساعد على الإقلاع عن التدخين، بل ان هناك مؤشرات من دراسة حديثة اثبتت فشل السجائر الالكترونية في علاج الإدمان على التدخين.

2) السجائر الالكترونية تغوى وتشجع المراهقين واليافعين على التدخين ومن ثم لاحقا الإدمان على التدخين العادي، بنسبة تصل 9 أضعاف.

3) المادة الزيتية المستخدمة بالسجائر الالكترونية، تحتوي على عناصر معدنية ومواد عطرية بنكهات مختلفة، ومواد أخرى مثل الفورمالين. هناك مخاطر عديدة من سمية هذه المواد.

4) لا يوجد ضمان لضبط تهريب او تقليد المادة الزيتية المستخدمة بهذه السجائر، وهناك مخاطر ان تحتوي المادة الزيتية على المواد المخدرة والمهلوسة والتي تؤثر مباشرة على الدماغ.

5) استخدام السجائر الالكترونية يزيد من احتمال الإدمان على المخدرات، فشيوع استخدامها يشكل بيئة خصبة للإتجار بالمخدرات التي تضاف بالسوق السوداء للمادة الزيتية.

6) هناك مخاطر حقيقية من الإخفاقات في بطاريات هذه السجائر وسجل العديد من حالات الانفجار والحرائق.

الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي

الخبير في حقوق الإنسان وحقوق المرضى

١٣٧ مشاهدة
bottom of page