top of page
  • صورة الكاتبمستشار أول الطب الشرعي الدكتور هاني جهشان

مواقع متخصصة تفضح بروباغندا الرواية الإسرائيلية عن قتل 40 رضيع إسرائيلي وقطع رؤوسهم

تعبير "بروباغندا" يعني نشر معلومات إعلامية، من قبل الحكومات أو الجماعات المسلحة، بكافة الوسائل المتاحة، بطريقة خادعة، غير موضوعية، منحازة، تحتوي على مجموعة من الرسائل تهدف التأثير عاطفيا على توجهات أكبر عدد ممكن من الجمهور، وتتصف عادة بكونها منقوصة كاذبة وغير عقلانية.

البروباغندا باستخدام أخبار موت الأطفال أو تعرضهم لإصابات أو أمراض بسبب الحروب، كأداة أو سلعة دعائية في المعركة بين الأطراف العسكرية المتنازعة، يندرج تحت اسواء اشكال الانتهاكات لدعوته للاستقطاب نحو طرف عسكري ضد طرف آخر باستغلال سلبي لعواطف الجماهير وتتعدى هذه البروباغندا انتهاكها لحقوق الانسان لتكون امر لا أخلاقي يتصف بالحقارة ويدعو للنفور والعياف.

مواقع متخصصة تفضح بروباغندا الرواية الإسرائيلية
مواقع متخصصة تفضح بروباغندا الرواية الإسرائيلية

مواقع متخصصة تفضح بروباغندا الرواية الإسرائيلية عن قتل 40 رضيع إسرائيلي وقطع رؤوسهم


انواع البروباغندا العسكرية:

يستخدم مروجو البروباغندا "الخبر عن حدث" ما للتشهير وشيطنة الطرف الآخر في النزاع المسلح، أيا كان، ويتم ذلك بتأطير أو تجنب الواقع أو لي الحقيقة أو حتى اصطناع الخبر للوصول إلى هدف التجريح، ليبدو للعموم انه أصيل وموضوعي. يطلق تعبير "البروباغندا البيضاء" على التأثير النفسي للخبر عند تشويه حدث رصد من مصدر موثوق، وتعبير "البروباغندا الرمادية" على التأثير النفسي لخبر دون ذكر المصدر أو توثيقه، ويطلق تعبير "البروباغندا السوداء أو الشيطانية" على اصطناع خبر عن حدث وهمي لإحداث التأثير النفسي السلبي، وعادة ما يكون مصدره غامض أو غير حقيقي أو لا يذكر مصدره مطلقا، فقد يكون محتوى البروباغندا مجرد سردٌ لأكاذيب، او سردا لحقائق كان قد أشتغل عليها لتبدو بشكل يصدقه الجمهور، وقد تأخذ شكل سرد للحقائق من وجهة نظر واحدة دون عرض اية وجهة نظر مخالفة. وما حدث من نشر اخبار قطع رؤوس الأطفال الرضع الأربعين من قبل المقاومة الفلسطينية ما هو الا إشاعة ساذجة تصنف من اسوء اشكال البروباغندا السوداء والشيطانية.

واقع الحال يشير الى ان هذه البروباغندا لا تزال مقبولة وتستخدم من قبل كافة الدول وفي كل القارات، وخاصة من الدول ذات القوات المسلحة الضخمة كالولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل، ويتم ذلك بطرق التمويه والتعمية وبذكاء نسبي يحجب التشكيك بها، كما وأنها تستخدم أيضا من قبل الأنظمة الشمولية ومن قبل العصابات المسلحة، وفي بعض الأحيان تكون ساذجة يسهل كشفها.


البروباغندا خلال النزاع المسلح:

تستهدف البروباغندا الحربية عموم الجماهير وتقدم مادة اعلامية كطُعم يستهدف كل من المثقفين والبسطاء لتضمن أكبر شريحة من الجماهير، وكلما كان محتوها بسيطا تكون احتمالات نجاحها أكبر، وهي تقوم بالمراوغة بعدة تدابير لتقنع الجماهير بغض النظر عن خلفياتهم ورأيهم حول النزاع المسلح ويتم ذلك كما يلي:

1) استخدام الألقاب والأسماء المقولبة كوسم للأشخاص أو المجموعات او الأنظمة، إن كان سلبيا أو إيجابيا، وإن كان بالتلطيف أو التلميح أو التعبير المباشر.

2) استخدام مقابلات مع أشخاص غير معروفة هويتهم أو مهنتهم أو غير مؤهلين وغير مطلعين على الواقع>

3) لتلميع رموز وأشخاص محددة، أو لنقل معلومات مغلوطة أو إدلاء بشهادات غير حقيقية أو التصريح بادعاءات وهمية.

تستخدم البروباغندا العسكرية وسائل جذب متخصصة، كتقارير تاريخية، واستخدام الفولكلور والصور والرسوم الكرتونية.


تنجح البروباغندا العسكرية للأسباب التالية:

(1) لوجود النزعة الطبيعية البيولوجية لدى الإنسان بتصديق كل ما هو أفضل له، ولتشكيلته الاجتماعية، وللبقعة الجغرافية التي يسكنها.

(2) النزعة الطبيعية للخوف من المجهول وما يفترض من ممارسات الخساسة والاحتقار والازدراء من قبل الاعتداء، والخوف من الأَسر والسجن والقتل بظروف غياب العدالة.

(3) البروباغندا تقدم إعلاميا للجماهير بطريقة تبدو حقيقية ومنطقية.

(3) بسبب ضعف الاعلام المهني وغياب الحريات يؤديا لضعف التشكيك بالبروباغندا العسكرية ويساعدا على شيوع محتواها.


تنجح البروباغندا في الوصول للمثقفين للأسباب التالية

(1) المثقفون يطالعوا وسائل الاعلام المختلفة بنسبة أعلى من غير المثقفين، مما يعرضهم لمدى واسع من المواد الإعلامية التي تبث على شكل بروباغندا.

(2) المثقفون هم على الاغلب في وظائف عسكرية متقدمة أو وظائف إعلامية أو مهنية تجعلهم جزء من وسائل بث البروباغندا العسكرية.

(3) أظهرت الدراسات ان مستوى تشكيك المثقفين بما يدور حولهم ينخفض تلقائيا في أوقات الحروب ولدى العمل المباشر تحت إمرة القادة والحكام.

إن انحياز الاعلام لجهة طرف في النزاع العسكري وتقبله ان يكون اداة في البروباغندا الحربية، هو سلوك غير مهني وغير أخلاقي، وهو التحاق حقيقي في الحرب الدائرة لجهة مقابل جهة أخرى، كما وأن استخدام اخبار وتقارير عن أطفال قتلوا او أصيبوا او تعرضوا لمرض بسبب الحرب بهدف اظهار وحشية أحد أطراف النزاع الحربي، أياً كان، هو انتهاك صارخ من قبل الاعلامين والعسكريين لحقوق الانسان إذا لم تتصف هذه المواد الاعلامية بالحياد.

الدكتور هاني جهشان مستشار اول الطب الشرعي

الخبير في مواجهة العنف لدى مؤسسات الأمم المتحدة

٥٧ مشاهدة
bottom of page