في أي عمر يسمح للطفل التواجد خارج المنزل لوحده؟ وفي أي عمر يسمح للطفل اللعب خارج المنزل؟
تشير المراجع المسندة بحثيا المتعلقة بحماية الطفل بما يلي:
لا يتوقع مطلقا ان يسمح لطفل عمره اقل من خمسة سنوات أن يلعب لوحده خارج المنزل بأي حال من الأحوال أن كان فناء المنزل بسياج أو بدون سياج.
يمكن السماح للأطفال بعمر 5 الى 6 سنوات باللعب لوحدهم لبضعة دقائق فقط، في المرة الواحدة، في فناء منزل له سياج.
بعمر 8 سنوات يمكن السماح للأطفال اللعب لوحدهم خارج المنزل بفناء بدون سياج لبضعة دقائق بشرط التحقق من البيئة حول المنزل والمخاطر المحتملة في المجتمع المحلي، وأيضا يجب ضمان بعد الفناء عن الطرق وأماكن اصطفاف سيارات الغرباء.
لا يتوقع لاي طفل عمره اقل من 12-13 سنة ان يذهب للمدرسة مشيا على الاقدام لوحده او برفقة اخرين، ومهما اعتقد الاهل أن موقع المدرسة قريب.
بغض النظر عن عمر الطفل يجب التحقق من سلامته بتكرار منتظم اثناء وجوده بالخارج.
مهما كانت ثقة الاهل بمهارات الطفل وقدراتها على حماية نفسه يجب التحقق من سلامة البيئة ودراسة المخاطر في المجتمع المحلي.
يتوقع ان يكون هناك في جميع الاحياء وحتى الفقيرة منها، مساحات مخصصة للعب الأطفال آمنة وذات مواصفات هندسية تضمن السلامة.
البيئة الخارجية:
بكل الأوقات يجب أن يكون هناك مجال لمشاهدة الطفل أن كان مباشرة او من خلال نافذه تشرف على الفناء الذي يلعب به الطفل ان كانت بسياج او بدون سياج، وقبل خروج الطفل يجب التأكد من مخاطر التعرض لإصابات بسبب الزجاج المكسور او الأدوات والأجهزة المعطوبة التي قد تترك في فناء المنزل. بطبيعة الحال وفي كل الأحوال يجب ان لا يسمح للطفل اللعب في ظروف جوية شديدة ا لبرودة او حارة وعدم التعرض للشمس لفترات طويلة.
مرحلة نمو الطفل وقدراته:
يجب على الوالدين تقييم مستوى نضج الطفل بالتعامل مع الاخرين، وتقييم مستوى حماية نفسه من أية مخاطر بالاستغلال او لخطف بعدم التحدث للغرباء او الذهاب معهم تحت أي ظرف من الظروف. ويجب تقييم تصرفاته المتوقعة المتعلقة بمغادرة المكان دون اعلام اهله، وهل يفقد السيطرة بان يركض في الشوارع بدون أدراك مخاطر ذلك. يجب دراسة جميع هذه الأمور قبل السماح لأي طفل من مغادرة المنزل للخارج لوحده، بما في ذلك تقييم خاص للأطفال ذوي الاعاقات الحركية والبصرية والسمعية والأطفال الذين يعانون من فرط الحركة او التوحد أو صعوبات التعلم أو صعوبات النطق.
في جميع الأحوال يفضل ان يكون مع الطفل اثناء لعبه خارج المنزل، رفقاء كأشقائه او اقاربه او أصدقائه او زملائه في المدرسة، عادة ما يكون الأطفال اقل عرضة للمخاطر وأكثر أمانا عندما يلعبون في مجموعات.
حسب مرحلة تطور ونمو الطفل يجب توعيته من المخاطر المحتملة وخاصة المتعلقة بالحديث مع الغرباء او تقبل هدايا او حلويات منهم، وتوعيه بحدود الفناء التي يسمح له باللعب بها خارج المنزل.
في أي عمر من الممكن الاعتماد على الطفل ان يلتحق ويغادر المدرسة منفردا دون راعي له يضمن سلامة وصوله للمنزل؟
تشير المراجع المعرفية إلى أن أي طفل عمره أقل من إحدى عشرة سنة أو أثني عشرة سنة يتوجب أن يكون هناك راعي له خلال مغادرته المنزل إلى المدرسة أو بالعكس أو السماح بالخروج له منفردا للمجتمع المحلي، وحتى بعد هذا العمر يتوجب أن يرافقه شخص يرعاه اعتمادا على نضوجه الاجتماعي والنفسي، ويتوجب ذلك أيضا إن كان يعاني من إعاقات جسدية أو بصرية أو سمعية أو من اضطرابات سلوكية أو اضطرابات اللغة والكلام، ويعتمد ذلك أيضا على بعد المسافة ما بين المدرسة والمنزل وعلى شيوع عوامل الخطورة في المجتمع المحلي للتعرض للعنف أو الاستغلال أو غياب معايير السلامة العامة بالطرق.
ما هي المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل في المجتمع المحلي أثناء وجوده خارج المنزل؟
1) حسب مرحلة تطوره و نموه، وقدراته الشخصية والمعرفية، قد يتوه الطفل في الطرق والأزقة ويضل الطريق إلى منزله.
2) قد يتعرض لحوادث المرور ولمخاطر الإصابات بسبب ضعف مواصفات السلامة في الطرق والمرافق العامة.
3) في مرحلة الأطفال أكبر من 12 سنة قد يتعرض الطفل لمخاطر من رفقاء السوء كالتعود على التدخين أو الكحول أو المواد الطيارة.
4) قد يتعرض للعنف الجسدي والتنمر من أطفال آخرين في الطرقات.
5) وقد يتعرض لمخاطر العنف الجنسي من المراهقين والبالغين إن كانوا من المجتمع المحلي أو غرباء.
6) على الرغم من عدم شيوعها في مجتمعنا قد يتعرض الطفل لمخاطر الخطف المباشر وبالتالي الاتجار بالبشر وبالأعضاء البشرية أو الانضمام لعصابات تهريب المخدرات، أو الانخراط في العصابات المسلحة والتكفيرية.
هذه المخاطر ليست محصورة بوجود الطفل خارج المنزل أثناء اللعب بل أيضا قد تحدث خلال فترة ذهاب الطفل لوحدة للمدرسة وعودته منها، وأيضا قد تحدث بالأماكن الأخرى التي قد يتواجد بها الطفل وحيدا إن كان برضى والديها أو رغما عنهما أو بغفلة منهما، مثل مجمعات التسوق او المتنزهات العامة أو صالات الألعاب والسينما.
الدكتور هاني جهشان مستشار اول الطب الشرعي
الخبير في حقوق الطفل ومواجهة العنف والإصابات
Comments