top of page
  • صورة الكاتبمستشار أول الطب الشرعي الدكتور هاني جهشان

ازدياد حالات الاساءة ضد المرأة


ازدياد حالات الاساءة ضد المرأة
ازدياد حالات الاساءة ضد المرأة

ازدياد حالات الاساءة ضد المرأة

صحيفة الدستور - لتحقيقات الصحفية - خلود الخطاطبة: تتصاعد حالات الاساءة للمرأة تواترا وشدة بالرغم من ان بعض النساء يتخلصن من الاساءة من اول هجوم عنفي، ويزداد الوضع سوءا بسيطرة وسيادة زوجها على مختلف امور حياتها حيث يتحكم بما يصلها من طعام ولباس ونقود ومواصلات وصديقات ويتحكم ايضا بالرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والوظيفة. والعنف الاسري نمط قسري يشمل القهر واحداث اصابات بشكل متكرر، الاساءة العاطفية والاعتداء الجنسي، والانعزال الاجتماعي المتوالي، والحرمان والاذلال من قبل شخص يتوقع ان يكون له علاقة حميمة مع الضحية . العنف الاسري موجود في كافة الشرائح العرقية والدينية وكافة المستويات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية الا ان الخلفية الدينية والثقافية عن العنف لدى المرأة يؤثر بشكل مباشر على ادراكها وبصيرتها لمفهوم الاساءة والخلفية الاقتصادية تؤثر على مدى سهولة وصولها للخدمات الصحية والاجتماعية والقانونية.

د. جهشان ويقول الدكتور هاني جهشان اختصاصي الطب الشرعي ان مدى انتشارالعنف ضد المرأة غير معروف، والمعروف فقط هو الحالات التي تطلب فيها المساعدة الطبية او النفسية او الاجتماعية او القانونية .

فهناك 700 حالة تلجأ للشرطة سنويا في منطقة عمان الكبرى التي تضم مليون نسمة، اما مصادر منظمة الصحة العالمية فتشير الى ان 30 -- 65% من مجموع النساء يتعرضن للعنف و50% من حالات العنف تكون اكثر من 3 مرات سنويا وان 65% من النساء يقتلن من قبل شخص قريب او زوج،.

كما اشارت المصادر ذاتها الى ان 65% من الاعتداءات الجسدية تترك اصابات على الجسم و10% من هذه الاعتداءات تتطلب تدخلا علاجيا مباشرا داخل المستشفى .

ان 75% من النساء اللواتي يراجعن الاطباء لاول مرة يعدن مرة اخرى و95% من النساء اللواتي يراجعن الاطباء يكن قد تعرضن سابقا للعنف المتكرر .


حالات عنف جسدي

واضاف الدكتور جهشان ان هناك حالات عنف جسدي في 22 - 35% من النساء اللواتي يراجعن الطوارىء بسبب وجود اصابات ، و14% من النساء اللواتي يشاهدن في العيادات الباطنية والطب العام و25% من النساء اللواتي حاولن الانتحار و25% من النساء اللواتي يراجعن عيادة الطب النفسي و23% من النساء الحوامل اللواتي يراجعن عيادة النسائية والتوليد و45 - 59% من امهات الاطفال المساء لهن جسديا .


مقابلة المرأة المعنفة

ويؤكد الدكتور جهشان ان العنف ضد المرأة عواقبه الصحية والنفسية منتشرة لدرجة تبرر التحري الروتيني لكل النساء اللواتي يراجعن عيادات الطوارىء، الجراحة، الرعاية الاولية ، الاطفال، الامومة والطفولة والنفسية لان كثيرا من النساء لا يعتبرن انفسهن، او لا يدركن انهن معنفات وعلى الطبيب ان يسأل اسئلة مباشرة محددة عن الاساءة تشمل السيرة الاجتماعية والسيرة المرضية السابقة والتحري عن كافة اعراض اجهزة الجسم والسيرة المرضية الحالية .

ويضيف.. ان النساء عادة لا يتحدثن عن العنف تلقائيا الا ان اغلبهن يقمن بذلك عند توجيه اسئلة بسيطة مباشرة بعيدة عن اللوم والاتهام بظروف تكفل السرية مشيرا الى انه يجب مقابلة المرأة بدون وجود المسيء .

والاسئلة الروتينية عن الاساءة ليس هدفها فقط الكشف عن حالات الاساءة الحالية بل تساعد على سلامة المرأة التي اسيء لها سابقا وتكون كأداة توعية للنساء اللواتي لم يتعرضن بعد للاساءة .

وهناك فائدة كبيرة من تدخل الطبيب في الحالات التي تقرر بها المرأة انهاء العلاقة مع المسيء خاصة خلال الملاحقة القانونية ويساعد في تأمين المكان الآمن للمرأة وتوفير الخدمات الداعمة الاخرى .

واشار جهشان الى ان التدخل الطبي قد يكون الفرصة الوحيدة لوقف دائرة العنف قبل ان تتفاقم الامور بحدوث اصابات اشد وتكون بداية التدخل بجمع المعلومات بطريقة تحترم بها المرأة وتؤخذ بجدية بعيدا عن اللوم والادانة والاتهام واقناعها انها لا تستحق ان يساء لها وتوفير الامن والدعم لها.. وتشجيعها على اتخاذ القرار بنفسها والاختيار من الاحتمالات المتاحة امامها كل هذا يشكل بداية تقديم العلاج .


تشخيص الحالة والمشاهدات السريرية

وعن تشخيص الحالة يقول الدكتور جهشان ان هناك سلسلة مترابطة من الايذاء المتكرر تميز العلاقة التي يساء بها للمرأة من قبل الرجل، وعلى الطبيب ان يأخذ بعين الاعتبار احتمال حدوث الاصابة للمرأة اذا كانت الاصابات لا تتوافق مع تفسير المرأة لكيفية حصولها، او ان يكون هناك تأخير بطلب الرعاية الصحية ووجود كدمات، سحجات، جروح، رضوض، كسور، التواءات المفاصل، اصابات الرأس، العنف، الصدر والثديين والبطن، والاصابات اثناء الحمل، والاصابات المتعددة المواقع في جسم المرأة، والمتكررة التي لها اعمار متفاوتة.

والعوارض او الكرب الناتج عن وجود المرأة في علاقة تتميز بالاساءة تتمثل بحدوث آلام مزمنة او ذات منشأ نفسي او آلام يسبب اصابات منتشرة بدون دليل خارجي وعلامات جسدية ناتجة عن الكرب وكرب ما بعد الاصابة كالقلق والاكتئاب واضطرابات النوم والشهية والتعب وضعف التركيز واختلال الوظائف الجنسية وخفقان دقات القلب وضيق التنفس .

اما الامراض المزمنة كالربو والصرع والسكري والتهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم وامراض القلب فانها تتفاقم ويصعب السيطرة عليها، لدى المرأة التي تتعرض للعنف .


سيطرة وسيادة الرجل

ومن اشكال السيطرة التي تمارس ضد المرأة المساء اليها حجبها ومنعها من استخدام طرق العلاجات التي تحتاجها ومنعها من تناول العقاقير التي وصفت لها وحرمانها من المال كي تستطيع العلاج او التنقل وحجب المعلومات عنها بأن زوجها يعاني من مراض معد مثل الايدز .


العلامات السلوكية للمرأة المعنفة

واضاف الدكتور جهشان بأن هناك نطاقا واسعا من العلامات السلوكية التي من الممكن ان تعاني منها المرأة المعنفة فقد تكون خائفة او خجلة او غامضة ومرتبكة وقد تشعر بأنها تستحق الاساءة لان المسيء يخبرها بذلك وقد تشعر بتحملها مسؤولية العنف الذي حصل ضدها للحفاظ على الاحساس ببقاء السيطرة على وضعها واجراء المسيء بمرافقة المرأة المعنفة والاجابة على الاسئلة التي توجه لها وتردد المرأة عن الكلام ومخالفة كلام زوجها، وانكار او التخفيف من اهمية العنف من قبل الضحية او المسيء وزيادة الشعور بالمسؤولية عن ما حدث بما في ذلك لوم النفس عن العنف الذي حصل .


العلاج والوقاية

وفي نهاية حديثه اكد د. هاني جهشان ان العنف ضد المرأة يسبب قدرا ضخما من المعاناة الجسدية والنفسية ويؤثر سلبا على صحة المرأة .

واضاف مع التأكيد على سرية المريض على الطبيب ان يناقش مع زملائه ومع الاخرين طرق المساعدة التي يجب تقديمها للمرأة المعنفة .

وبالنسبة للمنهج الطبي في التعامل مع العنف فانه يشمل التحقق من وجود المشكلة وللوقاية لا بد من وجود برامج قائمة في المستشفيات والعيادات وتدريب الاطباء في الميدان للتعامل مع العنف وتغيير مناهج التعليم الطبي الاساسي ودعم برامج المرأة بشكل عام .

القرعان

اما الاختصاصية الاجتماعية في المعهد الدولي لتضامن نساء الاردن ميساء القرعان فاكدت ان ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية موجودة في كل المجتمعات دون استثناء ففي امريكا مثلا واحدة من كل ثلاث نساء تتعرض لنوع من انواع العنف.. وتضيف المؤشرات او المحرضات الحالية للعنف في مجتمعنا هي الفقر بالدرجة الاولى والثقافة وموروثاتها وعدم وجود قوانين او عقوبات رادعة للشخص المعنف وعدم وعي المرأة بحقوقها، وذلك يعزز سلوكيات العنف من المسيء ضدها بسكوتها وسلبيتها وعدم مبادرتها بالشكوى والتي تأتي غالبا بفعل ضغوطات واعراف اجتماعية وباعتبار العنف حالة خاصة بالاسرة .

واشارت القرعان الى عامل مهم جدا يعتبر مسببا للعنف ضد المرأة وهو الفجوة بين ثقافة العولمة والحداثة والموروثات الثقافية التي ما زالت سائدة فالانفتاح على الثقافات والنماذج الجنسية الغربية، شكل لدى الرجل الشرقي توقعات اعلى من طاقة المرأة الشرقية، فقد زادت متطلبات الرجل الشرقي.. فهو يريدها امرأة عاملة وربة منزل وقديسة في المجتمع بينما يتوقع منها ان تكون في الحياة الجنسية نموذجا للمرأة التي يراها على الفضائيات .

وفي الوقت الذي لم تنفتح به المرأة العربية والشرقية في مرحلة ما بنفس القدر الذي انفتح به الرجل على هذه الثقافات ، وهذا شكل خللا في علاقة الرجل بالمرأة في مجتمعنا بشكل خاص والمجتمعات العربية وبالتالي ادى الى ازدياد العنف ضد المرأة .



١٠٤ مشاهدات
bottom of page