المؤشرات الجسدية والسلوكية للعنف الجنسي ضد الأطفال الإفصاح والكشف المبكر والتبليغ عن العنف الجنسي ضد الاطفال يشمل:
إفصاح الطفل عن تعرضه للعنف الجنسي مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، للأهل أو المعلمين أو المهنيين كالاطباء او المشرفين الاجتماعيين، وهذا نادر ما يحدث.
التبليغ من قبل شخص شاهد فعل العنف الجنسي الواقع على الطفل، وهذا أيضا نادر ما يحدث لارتكاب العنف عادة في ظروف استغلال وتكتم.
الاشتباه بوجود المؤشرات من قبل الاهل او المعلمين أو الأطباء أو العاملين بالرعاية الاجتماعية في المؤسسات الاجتماعية.
اكتشاف حالات العنف الجنسي ضد الأطفال في المنزل والمدرسة من قبل الأهل والمعلمين، يعتمد مباشرة على رصد سلوكيات الطفل أو اكتشاف علامات محددة قد تشكل دليل على حدوث العنف.
المؤشرات أدناه لا تعتبر منفردة أساسا يتم عليه تشخيص العنف الجنسي، حيث أنها قد تكون ناتجة عن أمراض أو إصابات أخرى وليس بالضرورة عنف، إلا ان وجودها يستدعي مزيد من التحري والاستقصاء والتبليغ للجهات الرسمية تبعا لتقييم كل حالة على حدة.
العلامات الجسدية للعنف الجنسي تكون ناتجة عن (1) لإصابات المرافقة للاعتداء الجنسي أو (2) علامات الأمراض الجنسية المعدية أو (3) علامات حمل الفتيات، عند مشاهدة هذه العلامات يجب التفكير جديا في احتمالية تعرض الطفل للعنف الجنسي وهي كما يلي:
الطفل او الطفلة يشكو من ألم أو من حكة أو احمرار بالجلد في منطقة الأعضاء التناسلية أو المنطقة الشرجية.
يشاهد بعض علامات في مناطق الجسم المختلفة وخاصة في منطقة الأعضاء التناسلية (علما بانه لا يتوقع ان يتم الكشف العياني على الأعضاء التناسلية للطفل من قبل المعلمين أو المرشدين النفسيين أو الباحثين الاجتماعيين، بل من قبل الممرضة أو الطبيب الملحق بالمدرسة). وأمثلة على هذه العلامات: كدمات وسحجات، حروق، وعلامات عض.
سحجات وخدوش والتهابات مزمنة في منطقة الشرج والأعضاء التناسلية او الفم.
وجود دم او افرازات على الملابس الداخلية أو ملابس النوم او على اغطية الفراش.
وجود مظاهر حمل الفتيات من الأعراض المبكرة مثل التقيؤ وتضخم البطن، والشكوى من انقطاع دورة الطمث.
المؤشرات السلوكية للعنف الجنسي ضد الأطفال تشمل ما يلي:
عدوانية ضد الأطفال الآخرين وخاصة الأصغر عمرا.
معرفة متقدمة بالأمور الجنسية غير مناسبة لعمر الطفل.
تعلق الطفل بالأمور الجنسية وسلوك إغوائي او تحرشي نحو الأكبر عمرا ونحو زملائهم أو اصدقائهم.
يحاول أن يعلم الأطفال الآخرين عن الأمور الجنسية.
سلوكيات في ارتداء الملابس ووضع المكياج تحاكي النضوج لدى المراهقين.
الرجوع إلى عادات مثل مص الإصبع أو التبول والتبرز اللاإرادي، ويكون التبول اللاإرادي المتكرر ثانوي الظهورالذي يظهر لاحقا بعد فترة غيابه.
حك الأعضاء التناسلية (العادة السرية) في الأماكن العامة وعدم القدرة على التوقف عن هذا السلوك.
تردي علاقات الطفل الاجتماعية مع الأصدقاء والأقارب.
عدم الرغبة بالمشاركة بالألعاب الرياضية بالمدرسة، ورفض اللعب مع الأطفال الآخرين في ساحة المدرسة.
الخوف (الرهاب) من شخص او مكان معين كالخوف من استعمال المرحاض.
تدني مفاجئ في المستوى الدراسي.
يعاني من عدائية وكآبة وغضب وتوتر وحزن والانعزال.
البكاء فجاء دون دواعي ظاهرة.
اضطرابات الطعام من مثل أو شره تناول الطعام.
اضطرابات النوم والأحلام والكوابيس.
شكوى من أعراض مبهمة من مثل ألم بالبطن بدون أعراض مرضية أخرى.
في فترة المراهقة هناك سلوكيات التعود على الكحول او المخدرات أو المواد الطيارة، والسلوكيات الجرمية والنزاع مع القانون.
إيذاء الذات والأفكار الانتحارية.
المؤشرات أعلاه قد تظهر مباشرة بعد الاعتداء وقد يتأخر ظهورها بضعة أيام وتستمر لعدة أيام أو أسابيع أو أشهر وقد ترافق الطفل إلى أن يصل مرحلة البلوغ وبعض الاضطرابات المذكورة أعلاه قد ترافق الضحية طوال حياته.
يجب التأكيد مجددا أن هذه المؤشرات هي لاحتمال تعرض الطفل للعنف الجنسي، وقد تظهر في ظروف أو أمراض او اضطرابات أخرى، ومن الهام جدا التنبيه أنها معممة ومجرد وجود أغلبها لا يعني بالضرورة تشخيص العنف الجنسي.
تشخيص العنف الجنسي:
بنفس الأهمية يجب التأكيد أن تشخيص العنف الجنسي يعتمد على تشاركية فريق متعدد المهن الطبية والنفسية والاجتماعية والقانونية، ويجب أن يكون له صفة رسمية معتمدة من قبل الدولة، ويساهم به خبراء يعملون بناء على معرفة علمية موثقة بحثيا بمرجعية الالتزام بأخلاقيات وآداب المهنة وايضا بالقانون والتشريعات السائدة.
مسؤولية المهنيين في الميدان:
يلزم القانون المهنيين العاملين في القطاعات الصحية والاجتماعية والقانونية والتربوية التبليغ عن الاشتباه بالعنف الجنسي إلى الفريق المشار إليه في الفقرة السابقة (إدارة حماية الأسرة) وأن يحافظ على الادلة المحتملة على جسم الطفل بعدم حجبها أو التسبب في زوالها.
حسب ظروف كل حالة يبدأ التحقق من الاعتداء من قبل الشرطة أو الطب الشرعي أو الطب النفسي أو الباحثة الاجتماعية، ويفضل ان يكون هناك "اختصاصية نفسية سريرية جنائية" تجري المقابلة بالتسجبل على الفيديو لتجنب تكرار سرد سيرة الاعتداء الجنسي من قبل الطفل وهذا التكرار هو إعادة إساءة للطفل يؤدي لمزيد من المعاناة النفسية. التسجيل على الفيديو يستخدم كدليل لدى النيابة العامة، لكن للأسف هذا التخصص غير موجود في أغلب الدول العربية، والتسجيل على الفيديو الذي كان يجرى في فترة سابقة في إدارة حماية الأسرة بالأردن كان يتم من قبل ضباط شرطة مدربين يحملون شهادة القانون.
التوعية قبل حصول العنف الجنسي: المسؤولية الهامة جدا التي تقع على عاتق المهنيين في الميدان في مختلف القطاعات تشمل:
التوعية قبل وقوع العنف ويتوقع أن يتم ذلك بمسارات مختلفة أهمها المساهمة وتنفيذ برامج وطنية تتعلق بمناهج الثقافة الجنسية حسب كل مرحلة من مراحل نمو الطفل وتطوره، وايضا برامج ما بعد المدرسة وبالتعاون مع المجتمع المحلي لتمكين الأطفال من التمييز ما بين العلاقات الطبيعية بالآخرين والعلاقات المتضمنة خطرا، وأيضا برامج الدفاع عن أنفسهم في حال وقوع أي اشتباه اعتداء عليهم.
برامج خاصة للأطفال المعرضين أكثر من غيرهم للاعتداء الجنسي مثل الأطفال المعاقين وأطفال التوحد أطفال متلازمة داون والأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، ها يحتاج لتدريب متخصص.
الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي
الخبير في مواجهة العنف لدى مؤسسات الأمم المتحدة
Komentar