الحكومة الأردنية اعتادت ان لا تحترم المجتمع بشكل حقيقي على الرغم من انها وجدت لخدمته، فالعلاقة بين عمال البلديات والمجتمع لا يجب ان تهدم بسبب سوء الإدارة وغياب الحكمة لدى الوزراء وغياب مهارات التواصل لان التعامل مع موضوع خطير كهذا لا يتم بالتهديد والوعيد والتصلب بالرأي وسكب الزيت على النار. تراخي الحكومة بمعالجة مشكلة تراكم النفايات انتهاك خطير للحق بالحياة والصحة وبيئة آمنة: كما يلي:
1) تراكم النفايات في أكوام ضخمة تشكل أرضية خصبة لتكاثر البكتريا والحشرات والذباب والقوارض، ويشكل الذباب المنتقل من هذه الاكوام إلى المنازل وموائد الطعام خطرا مباشرا للإصابة بالأمراض الخمجية، من مثل الإصابة بجرثومة السالمونيا والتيفوئيد والتسمم الغذائي والحمى المعوية وأمراض عديدة أخرى، وتشكل اكوام النفايات أيضا بيئة لتكاثر الفئران والكلاب والقطط الضالة.
2) ينتج عن تراكم النفايات المتحللة والسائلة تلوث بالبيئة، وهذه تؤدي إلى العديد من الامراض التنفسية، والاضرار الأيضية بسبب استنشاق الغازات المتخلفة عن النفايات، وتشمل هذه الغازات أكسيد النيتروجين وغاز الميثان وثاني أكسيد الكربون.
3) تمتص النفايات السائلة مثل مستحضرات النظافة والطلاء، والمخلفات السائلة للنفايات العضوية ومخلفات العناصر المعدنية من نفايات الأجهزة الإلكترونية، إلى باطن الأرض وتؤدي على تغيير كيماوي خطير على التربة ومكونات المياه الجوفية وعلى المنتجات الزراعية وعلى حياة المواطنين والثروة الحيوانية.
4) حرق النفايات المتراكمة يؤدي إلى انتشار غاز اول أكسيد الكربون السام، واحتراق المواد البلاستيكية والمطاطية يؤدي إلى انتشار غازات سيانيد سامة، كما أن حرق النفايات يساعد على نشر أكبر للذباب وما يحمله من جراثيم خطرة تكاثرت على اكوام النفايات.
5) أي شخص يتعامل مع النفايات المتراكمة يكون متعرض للمخاطر أضعاف مضاعفة مقارنة مع عامل النظافة الذي يتعامل يوميا مع النفايات من مثل الالتهابات في مختلف أجهزة الجسم والأمراض الخمجية والتسمم الجرثومي للدم، والإصابات والجروح والتي ستتعرض حتما للالتهاب والعواقب الخطيرة، وأيضا التعرض لمخاطر الحيوانات الضالة وللأمراض المنقولة بواسطة الذباب والفئران، كما ان التعامل مع كمية كبرة من النفايات يزيد من احتمال الإصابة بجروح نتيجة قطع الزجاج المكسور أو نتيجة الوخز بإبر أو أي اجسام مدببة او حادة.
6) النفايات المتراكمة بالإضافة للمخاطر الصحية وكونها تلوث بيئي، هي أيضا تلوث بصري وازعاج نفسي للمواطنين وتخلف حضاري، وتشكل بيئة طاردة للسياحة المحلية والخارجية، وخسارة اقتصادية فادحة.
الدكتور هاني جهشان مستشار اول الطب الشرعي
الخبير في حقوق الانسان بالصحة والحياة
Comments